web site counter

اتخذه تحت ضغط دولي

محللون: "نتنياهو" سيستغل قرار إدخال المساعدات لغزة للتخفيف من ضغوط وقف الإبادة

غزة - خـاص صفا

يتضح من التبريرات والتصريحات الإسرائيلية حول قرار رئيس حكومة الاحتلال إدخال بعض المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد نحو 3 أشهر من المجاعة، أن "إسرائيل" تعرضت لضغوط خارجية من أجل اتخاذ القرار، لكن "بنيامين نتنياهو" سيستغل ذلك للتخفيف من الضغط الدولي لوقف الإبادة، وفق ما يرى محللون سياسيون.

وصدّق نتنياهو الليلة الماضية- منفردًا دون عرض القضية على الكابينت للتصويت- على إدخال المساعدات لغزة بالحد الأدنى، بما لا يزيد عن 9 شاحنات يوميًا.

ويتزامن قرار إدخال بعض المساعدات مع تصعيد لحرب الإبادة يشهده القطاع منذ أيام، إذ يرتكب جيش الاحتلال مجاز دامية في المربعات السكنية والشوارع والمستشفيات، أدت لارتقاء المئات من الشهداء.

"تبييض صفحة ترامب"

ويقول المختص بالشأن السياسي والإسرائيلي عماد عواد، لوكالة "صفا"، إن للقرار عدة زوايا، فهو نوع من محاولة "اسرائيل" إظهار وعود الرئيس الأمريكي ترامب بأنها حقيقية، عبر جولته العربية التي جمع فيها الأموال واستطاع إدخال المساعدات لغزة، بالتالي يكون هذا القرار بمثابة الإنجاز الذي تتحدث عنه الولايات المتحدة.

ويضيف "ولكن إلى جانب ذلك من المهم القول إن هذا القرار هذا سيؤدي، لتخفيف شدة الانتقاد والضغط الدولي على إسرائيل، لأنها افتعلت هذه الأزمة المجاعة والأزمة الإنسانية من أجل تسليط الضوء عليها، وتناسي ما تقوم به على الطرف الآخر من إبادة جماعية".

"وبالتالي فاليوم سيتم التركيز على هذه القضية وهي إدخال المساعدات، في الوقت الذي تتصاعد فيه الحملات العسكرية التي تقوم بها "إسرائيل"، وأعداد الشهداء المتزايد كل يوم بشكل غير مسبوق، ولن ينال حجم انتقادات كما يجب وكما يستدعي"، حسب عواد.

ويعلل ذلك بالقول "لان إسرائيل  اليوم حصرت القضية بالمجاعة، بينما المخططات الأخرى التي تتحدث عنها وتقوم بها، لا أحد حقيقة يتحدث عنها بطريقة تدفع خ للتراجع، بل على العكس، وهنا نعني التهجير وحصر السكان بمناطق معينة ومساعدات بالحد الأدنى دون وجود أي رادع".

لذلك، يرى عواد أن قرار إدخال المساعدات، سيستغل لتبرير المزيد من المجازر، بحق سكان قطاع غزة.

ومن وجهة نظره فإن "نتنياهو يكذب، وهو من أكذب السياسين الذين مروا في العالم، وهو يستغل تبييض صفحة الولايات المتحدة، في تجاه المزيد من العمل والمجازر، لكن استراتيجيًا هو بالمجمل يورط إسرائيل محلياً ودوليا وإقليماً، لكن الفاتورة التي تدفع لا تحتمل اخلاقيا ولا انسانيا ولا قيمياً".

وبدا كذب "إسرائيل" بقضية المساعدات،من خلال قرار إدخال كمية قليلة من المساعدات للتحايل أمام الضغط الدولي من دول أوروبية والأمم المتحدة، وهو ما تدعمه تصريحات وزير خارجية الاحتلال ساعر، الذي قال في اجتماع "الكابينت" إن وزراء خارجية في الاتحاد الأوروبي ونواب في الولايات المتحدة ضغطوا لإدخال المساعدات.

ضغوط ومصالح "إسرائيل" بالغرب

وفي هذا الجانب، يجزم المحلل السياسي عادل شديد في حديث لوكالة "صفا"، أن قرار ادخال المساعدات نابع من الضغط الأمريكي، ولم يكن رأفة بالجوعى من المدنيين، سيما وأن "نتنياهو" ووزراء حكومته، كانوا الأشد تشددًا في موضوع إغلاق المعابر وتجويع غزة.

ويفيد شديد بأن من وراء قرار ادخال المساعدات دوافع عديدة، جزء منها أنها إلزام من الرئيس الأمريكي لنتنياهو، بما تم الاتفاق عليه في قضية الإفراج عن الأسير مزدوج الجنسية عيدان ألكسندر، وذلك بعد أسبوع من الإفراج عنه.

ويقول "نتنياهو كان مصدومًا من موضوع الجندي ألكسندر، والضغوط من ترامب، الذي لا يريد نتنياهو الظهور بالمزيد من الخلافات معه أمام العالم، هي ما أدت لاتخاذ قرار ادخال المساعدات، حتى وإن كان بالحد الأدنى".

وأيضًا هناك جانب آخر مهم، جعل نتنياهو يذهب نحو القرار بشأن إدخال المساعدات، وهو يتعلق بالموقف المهم والغير مسبوق لعدد من الدول الأوروبية، التي وصفت "اسرائيل" بأنها دولة ابادة جماعية ويجب اتخاذ عقوبات واجراءات ضدها بسبب استخدام التجويع اداة حرب.

ويوضح "إسرائيل بهذا القرار تريد الحفاظ على مصالحها في الغرب، بالإضافة لذلك فإن إشراف الأمم المتحدة على توزيع المساعدات اليوم، يدلل على أن القرار لم يكن قرار إسرائيلي وأنه نتاج ضغوطات خارجية، لأن اسرائيل أعلنت مسبقًا أنها لم تسمح بإشراف الأمم المتحدة على التوزيع".

وفي هذا الجانب، يرى شديد، أن قضية ادخال المساعدات بالآلية السابقة حتى تاريخ 24 مايو الجاري، وفق الإعلان الاسرائيلي، والبدء بعدها بالعمل حسب الآلية الاسرائيلية عبر فرق أمريكية، لن يُكتب له النجاح، لأنه عبارة عن اعادة احتلال عسكري، ويواجه رفض من جميع المنظمات والدول.

للتخفيف من إدانة الإبادة

ويخشى رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) صلاح عيد العاطي، من أن تكون قضية إدخال المساعدات لغزة، مقدمة للتخفيف من الضغوط الدولية تجاه حرب الإبادة والقتل المتواصل بغزة.

ويقول في حديث لوكالة "صفا"، إن دولًا أوروبية وبعض الأطراف العربية، ضغطت في السماح بإدخال المساعدات، ولكن "اسرائيل" المعروفة بالوحشية، تستغل هذا الجانب من أجل استمرار القتل اليومي للغزيين.

ويشدد على أنه "من أجل ذلك يتوجب تدخل الجميع من دول ومنظمات ومجتمع دولي، لوقف حرب الإبادة، وعدم الاكتفاء بقضية ادخال المساعدات، لأنها حق إنساني كفلته كل القوانين، وليس منة من اسرائيل".

كما يحذر من يكون ادخال المساعدات وفق الآلية المعمول بها لمدة أسبوع، لتهيئة عمل الفرق الأمريكية التي تخطط "إسرائيل" لتسليمها ملف توزيع المساعدات.

وبحسبه، فإن "إسرائيل" تسعى لعسكرة المساعدات، رغم الرفض الدولي والأممي الكبير للآلية الجديدة للتوزيع، وهو ما يعني أنها ماضية في تهيئة احتلال غزة جغرافياً وعسكريًا وإنسانياً.

وإزاء ذلك، يؤكد أن المرحلة الحالية تتطلب نضالًا جديدًا لإلزام "إسرائيل"، أولًا بوقف الإبادة الجماعية المتصاعدة، وثانيًا الالتزام بالمبادىء والقوانين الدولية والإنسانية في توزيع المساعدات وإدخال جميعها للقطاع دون شروط.

ومنذ فجر 18 آذار/مارس المنصرم، استأنفت "إسرائيل" حرب الإبادة على غزة، متنصلة من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى مع حماس استمر 58 يومًا منذ 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.

وقتل جيش الاحتلال منذ 18 آذار/مارس 2025 ما يزيد عن 2,985 شهيدًا و8,173 إصابة.

وترتكب "إسرائيل" منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، خلفت و53,119 شهيدًا و120,214 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر للعام 2023م، بالإضافة لما يزيد عن 14 ألف مفقود.

ر ب

/ تعليق عبر الفيس بوك

OSZAR »